مجاهدون بلا حدود
استفادت الجماعات المسلحة لسنین عدیدة من ضعف أجهزة الدولة في المنطقة المغاربیة، حیث استغلت المناطق النائیة وحققت أرباح وفیرة من تجارة التهریب. ووفق التاریخ المعاصر، تعود جذور الجماعات الجهادیة المسلحة في بلاد المغرب إلى الحرب الأهلیة التي عاشتها الجزائر في تسعینیات القرن ال 20 وبدایة القرن ال 21، غیر أن التغیرات الأیدیولوجیة وظهور نوع جدید من النشاط المسلح على مستوى العالم أدى إلى حصول تحول ملحوظ برز معه تیار جهادي "بلا حدود".
وكانت إحدى الفصائل التي شاركت في الحرب الأهلیة الجزائریة، وهي الحركة السلفیة للدعوة والقتال، قد غیرت مسماها في 2007 لیصبح القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، سعیاً منها للانضمام إلى الحركة الجهادیة الدولیة التي یقودها تنظیم القاعدة. وفي ظل انعكاسات ثورات 2011 في المنطقة، بدأ محور جهادي جزائري-تونسي-لیبي في التشكل، مكرساً الطابع عبر- الوطني لحركة كانت في الأصل جزائریة في مجملها.
ویمكن اعتبار القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجماعات التابعة لها تنظیمات عالمیة-محلیة، حیث تمزج بین العقیدة الجهادیة الدولیة ومشاعر الحنق السائدة في المنطقة، كما تضم مقاتلین من مختلف جهات المنطقة المغاربیة والساحل.
وعقب الثورات في تونس ولیبیا، حاولت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي استغلال الفراغ الأمني من أجل تعزیز علاقاتها مع الجماعات المتواجدة في هذین البلدین. وقد مكنت سهولة اختراق الحدود من تیسیر التواصل بین الجماعات المسلحة التونسیة والجزائریة عند جبل الشعانبي.