السلطة والهوامش
حذر ابن خلدون من أن الدولة الضعیفة "تأخذ في التناقص من جهة الأطراف" أي في الأراضي الحدودیة أولاً. هذه الملاحظة تظل قائمة في عالم تحكمه التوجهات عبر الوطنیة التي تتهدد الحدود ومعها سلطة الدولة.
وتمثل موجات الهجرة والتهریب والتطرف المسلح أهم التحدیات التي تدفع الدول إلى تعزیز سیطرتها على حدودها. لذا یشهد العالم العربي، والمغاربي على وجه الخصوص، انتشار مجموعة من الأسوار والأسیجة والحواجز الرامیة إلى تقیید المساحات والأراضي والسیطرة علیها وعلى من یقطنها.
وقد ارتسمت الملامح الأولى للحدود الحدیثة التي نعرفها الیوم في المنطقة المغاربیة، أو ما یعرف إصطلاحاً ب"بلاد المغرب"، إبان حكم دول سابقة كتب عنها ابن خلدون منذ حوالي ستة قرون. فالحدود الإقلیمیة نشأت بصورة طبیعیة على مشارف الطرق التجاریة القدیمة الرابطة بین شمال إفریقیا ومنطقة الساحل، قبل أن تخضع الدول التي كانت تسیطر على هذه الأراضي إلى نفوذ العثمانیین والأوروبیین.